Saturday, August 26, 2006

حتى لا يأتى يوم نشترى فيه صكوك الغفران

الموضوع عباره عن مقارنه من وجهه نظر شخصيه بين حال الكنيسه فى العصور الوسطى و الشكل الحالى للإسلام, و الدور الذى لعبه رجال الدين فى الحالتين.

الكنيسه الكاثوليكيه فى أوروبا فى العصور الوسطى حتى عصر النهضه

انهيار الإمبراطوريه الرومانيه و بداية المرحله القديمه من العصور الوسطى:

حققت الكنيسه الكاثوليكيه أول و أهم نصر لها فى القرن الرابع الميلادى عندما تبنى الامبراطور كونستانتين الأول فى عام 313 م الديانه المسيحيه كديانه رسميه للإمبراطوريه الرومانيه بناء على ميثاق ميلانو الذى أصدره الإمبراطور بعد انتشار الديانه المسيحيه فى أرجاء الإمبراطوريه. و كان الهدف الأساسى من هذا الميثاق ضمان اللإستقرار فى الحكم و القضاء على أى إختلافات عقائديه بين الكيان الحاكم و الشعب و بذلك إرتبطت السياسه بالدين المسيحى منذ تواجده الرسمى.

و فى القرن الخامس الميلادى سقطت الإمبراطوريه الرومانيه الغربيه فى يد القبائل الجرمانيه القادمه من الشمال و يعرف هذا التاريخ ببداية العصور الوسطى عندما انقسم العالم القديم الى جزئين , الإمبراطوريه البيزنطيه فى الشرق و الإمبراطوريه الفرنكيه( Frankish empire) فى الغرب المحكومه من قِبَل القبائل الجرمانيه و القائمه على أنقاض الإمبراطوريه الرومانيه الغربيه.

أدرك الحكام منذ ظهور الديانه المسيحيه بصفتها الرسميه دور رجال الدين كحلقه وصل بين الشعب و الطبقه الحاكمه, و دور الدين فى تهدئه الشعوب و تسهيل السيطره عليها و لذا لجأ الحكام الى تسميه نفسهم بالقديسين, و كان كل حاكم للإمبراطوريه هو قديس يحكم بنظام أوتوقراطى ( Autocracy) , و بحكم هذا النظام فإن كلمه الحاكم فى الأرض هى كلمة الله فى السماء و بذلك أصبح كل من يخالف الحاكم , و لو كان حاكم مقاطعه صغيره هو معادى للإمبراطور ذاته و بالتالى معادى لله فى السماء. و الى جانب هذا تم تقسيم رجال الدين الى مراتب منها قسيس, بيشوب, ارشبيشوب, بطريرك, و بابا الفاتيكان.

بعد هذا التاريخ بحوالى قرنين بدأت قوى أخرى فى الظهور مثل الإمبراطوريه الرومانيه المقدسه فى وسط أوروبا لتحتل ما يعرف الآن بالجزء الأكبر من المانيا, الأجزاء الشماليه من ايطاليا, الأجزاء الشرقيه من فرنسا, و أجزاء من بولندا و التشيك, و الإسلام كقوه وليده فى شبه الجزيره العربيه و شمال أفريقيا, و القبائل السلافيه فى شرق أوروبا. فى هذا الوقت كانت أوروبا تعيش حاله من التفكك فبرغم وجود إمبراطوريتين عظيمتين الإ أن أوروبا الغربيه كانت تعيش حاله من الضعف مما إضطر الحكام الى رفع مستمر للضرائب لدفع مرتبات الجيش و لضمان استقرار حكمهم, و عندما وجدوا أنفسهم فى حالة عجز عن تقديم المطالب الأساسيه للشعب كان الدين دائماً هو الحل للقضاء على أى ثورات, فاستخدموه لإرهاب الشعب, و لأن الجهل كان هو السمه الغالبه على أغلب الناس, كان رجال الدين بمثابه المنقذين و المرشدين الى الله, و بهذا صنعوا من أنفسهم وسيط بين الدنيا و الآخره, فمن أراد رضا الرب وجب عليه إرضاء رجال الدين. و وضع رجال الدين مزيداً من البدع المختلقه لخدمه أغراضهم و ضمان تدفق الأموال على الكنيسه و الأهم حماية أنفسهم من الحاكم و خلق توازن قوىَ بينهم و بينه, فأستقدموا صكوك الغفران, و الإعتراف, و طلب الرضا أو الصفح من الرب عن طريق طلبه من القس. كما استخدموا سلطتهم لقمع كل المشككين فى تعاليمهم الواهيه, فاتهموا الكثير من العلماء و الفلاسفه بالهرطقه أو الكفر بالله و العجائز بأنهم ساحرات, و إختلقوا الكثير من القصص عن الشياطين و العفاريت و كيف أن الخلاص يكمن بالرجوع للكنيسه و أن الإنجيل هو القادر على القضاء على هذه الشرور. و بذلك حاصروا البسطاء من جهتين, إما مؤمن بما يقوله رجال الدين أو كافر, لا يوجد وسط ولا يوجد مجال للإجتهاد و التقصى.

الحروب الصليبيه و العصور الوسطى الحديثه :

فى عام 1059 م تلقى البابا اربان الثانى رساله من الإمبراطور البيزنطى أليكسيوس الأول رساله يطلب فيها العون على السلاجقه الأتراك. كانت هذه الرساله بمثابة فرصه عظيمه للبابا الذى تمنى توحيد الكنائس الشرقيه الأرثوذكسيه تحت قيادته و القضاء على الخلافات الطائفيه بين الكنيستين. و فى مجلس كليرمونت الذى اعتبر بمثابة مجلس الحرب على المسلمين ندد البابا بالانتهاكات التى يتعرض لها الحجاج الى بيت المقدس و كيف أن بيت المقدس يجب أن يكون تحت حكم الفاتيكان أو على الأقل تحت حكم مسيحى. لاقى هذا المجلس إقبالاً من الجميع. الملوك لخوفهم من توسع سلطة المسلمين,السلاجقه الأتراك فى شرق أوروبا و الفاطميين فى أيبيريا و حوض البحر المتوسط, و البسطاء لرغبتهم فى نيل الرضاء من رجال الدين أو الحصول على مكاسب ماديه فى وقت كانت فيه أوروبا الغربيه ولايات تتصارع مع بعضها كان هذا النداء بمثابة أمل فى توحيد الجميع. استمرت الحروب الصليبيه قرابه المائتين و خمسين عاماً زادت فيهم الفجوه بين الشرق و الغرب و خسرت الامبراطوريه البيزنطيه و الممالك الأوروبيه أكثر مما ربحت.

أهم المآخذ على الكنيسه فى العصور الوسطى:

1- تهمة الهرطقه: تراوحت عقوبه هذه التهمه ما بين تجريد المتهم من أملاكه, أو تعذيبه الى الحكم عليه بالموت بقطع رأسه. فى المرحله القديمه من العصور الوسطى قلما حكُم على متهم الهرطقه بالموت و كان الكردينالات يعمدون عوضاً عن ذلك بتجريد لمتهم من أملاكه و سلطاته و كان المتهمون فى بعض الحالات رجال دين ايضاً. فى المرحله المتوسطه زاد استخدام هذه التهمه و خاصةً بين رجال الدين المتنافسين سياسياً, و لم يسلم العلماء والمفكرين و الأدباء من هذه التهمه و فى أغلب الحالات حُكم على المتهمين بالموت. حتى هؤلاء الذين لم يهاجموا الدين صراحة و انما دعوا المراجعه أو حتى اعادة النظر. لم يواجهَ المتهمين بالتهم بشكل صريح وانما كانوا مدعوين للإعتراف و طلب الصفح, عن ماذا؟ هذا ما وجب عليهم تخمينه, و لم يسمح للمتهمين بمواجهه المدعين أو سؤالهم و كان من حق المجرمين أو الأشخاص سيئى السمعه الشهاده ضد الهراطقه, و كانت هذه هى الحاله الوحيده التى تقبل فيها شهاده لمثل هؤلاء الأشخاص, كما لم يكن من حق المتهمين نقض الحكم الصادر ضدهم.

2- محاكمات الساحرات: ظهرت محاكم الساحرات لأول مره فى القرن الخامس عشر, و بها حاولت الكنيسه تخويف البسطاء من خطر الساحرات الذين يطيرن على مقشات سحريه و يشكلوا حركه سريه فى محاوله لإزاحه حكم الكنيسه و تحويل حياة الناس الى جحيم, و لهذا وجب على كل الناس التعاون مع الكنيسه و التسامح مع ظلمها فى سبيل القضاء على الشر, و الى يومنا هذا يوجد نموذج مماثل فى كل الدول الديكتاتوريه و إن اختلفت المسميات و الأديان. و يقدر عدد من ماتوا حرقاً فى الإمبراطوريه الرومانيه المقدسه و سكوتلاندا بحوالى 100,000 ساحره. و استمرت هذه الظاهره حتى منتصف القرن الثامن عشر.

3- ابتزاز الكنيسه للناس: و كانت هذه الابتزازات فى شكل هبات للكنيسه فى مقابل تحقيق أمنيه أو طلب الصفح ما يعرف بصكوك الغفران.

عصر النهضه و ظهور البروتسنتيه :

لا يوجد حد تاريخى فاصل ما بين انتهاء العصور الوسطى و بداية عصر النهضه, و انما بدأ هذا العصر ما بين القرن الثالث عشر و الخامس عشر بالتدريج بظهور الكثير من لمفكرين و الفلاسفه و الفنانين فى ايطاليا ثم انتقاله لفرنسا عندما غزا الملك الفرنسى تشارز السابع شمال ايطاليا و منها الى باقى أوروبا, و تميز هذا العصر بظهور الكثير من الأفكار و المبادئ و الأهم حرية الرأى. تزامن مع هذا العصر ظهور مارتن لوثر و مبادئه الخمسه و التسعين فى المانيا و التى شكلت نواة المعتقد البروتستنتى و التى كان معظمها مخالفاً لصميم العقيده الكاثوليكيه. اعتبرت الكنيسه هذه الإصلاحات هرطقه و خروج على تعاليم الكنيسه فى حين أن مارتن لوثر دعا الى العوده الى تعاليم المسيح الأصليه و نبذ المعتقدات التى أدخلها الكاثوليك على المسيحيه و الأهم تقليص سلطه رجال الدين و عدم وضعهم فى مقام أعلى من باقى البشر و بالأخص بابا الفاتيكان الذى يعتبره الكاثوليك المسيحى الذى لا يخطأ. و فى وجه إصلاحات البروتستنت قامت الكنيسه الكاثوليكيه بما يعرف بالإصلاحات المضاده عندما أدركت الكنيسه أن اصلاحات البروتستنت العقلانيه أكثر إقناعاً بكثير من تعاليمهم القائمه على إرهاب الناس, قما قامت فى ذات الوقت بمحاربة البروتستنت بكل الطرق مستفيده بالصلاحيات القانونيه التى تملكها و لا يملكها المعتقد البروتستنتى و قامت بحرق العديد من الرموز البروتستنتيه بتهمة الهرطقه و صادرت و أحرقت ما استطاعت من الكتب البروتستنتيه. مما أدى فى القرن السابع عشر الى قيام حرب الثلاثين عاماً بين الكاثوليك و البروتستنت فى وسط أوروبا.

بعد هذا العصر بحوالى قرن بدأت الغزوات الأوروبيه الى شبه القاره الهنديه و أفريقيا و الأمريكتين و اشتدت الغزوات مع اختراع محرك الديزل و قيام الثوره الصناعيه و مع قيامها بدأت الحضاره الحديثه فى النهوض بما نعرفها فى شكلها الحالى.

فيما يلى نذكر تلخيصاً للعوامل التى أدت الى تنامى سلطة رجال الكنيسه:

1- وجود نظام أوتوقراطى بما لا يسمح لأفراد الشعب فى أغلب الأحيان بأى مشاركه سياسيه و انعزال الناس عن أمور الحكم

2- منح رجال الدين من قبل الحاكم صلاحيات واسعه و وضعهم كعقبه فى طريق ثوره الشعب على الحاكم

3- انتشار الجهل و الفقر و النظر الى الكنيسه بأنها السلوان فى ظل هذه المشاكل.

4- إنماء الكراهيه فى قلوب الناس من قِبل الكنيسه لكل ما هو غير مسيحى, و بذلك ضمنت تغاضى الناس عن كل ما ترتكبه من جرائم.

5- إستخدام الدين لإرهاب الناس و تصوير رجال الدين لأنفسهم بأنهم طريق الوصول الى الجنه

6- تصوير رجال الدين لأنفسهم بأنهم منزهون عن الخطأ و بهذا لم يعد من حق الشعب محاسبه رجال الدين والا اعُتبِر هذا الفعل هرطقه

7- بسبب الجهل أصبح رجال الدين هم المصدر الوحيد للمعرفه, أى أنهم إعتبروا حق المعرفه حكراً عليهم و بذلك فما يقولوه هو ما يقوله الدين و لنفس السبب أصبح كل عالم أو مفكر دنيوى يحاول مجادلتهم هو خطر و شر لزم التخلص منه

مقارنة هذا العصر بالوضع الحالى للإسلام:

هالنتى الفكره اننا كمجتمع اسلامى قد نكون مقبلين على عهد مشابه لما مرت به أوروبا فى العصور الوسطى نظراً لوجود كل العوامل المذكوره آنفاً فى مجتمعنا, فسلطة رجال الدين تتنامى يوماً بعد يوم, و الجهل ينتشر أو الأسوأ أنصاف المتعلمين, و الخطاب العنصرى لكل ما هو غير إسلامى ينتشر و الأهم كراهيتنا تزيد ليس فقط لغير المسلمين و انما لكل شيئ, و الأخطر من هذا و ذاك تأليه الأشخاص.

عرف المصريون الأديان منذ عهد الفراعنه فعبدوا الآلهه المصريه القديمه ثم الآلهه الإغريقيه ثم آمن الناس بالديانه المسيحيه ثم الإسلام. و بطبيعه الحال فالمصريون متدينون و نلاحظ هذا فى كل أشكال حياتنا من ملصقات و آيات قرآنيه فى كل مكان, مروراً بآيات قرآنيه أو أدعيه نذكرها حتى بدون أن ندرى انتهاء بالتزامنا بكل تعاليم الإسلام و المحافظه عليها.

و لو قارنا بين بين عوامل تنامى سلطه رجال الدين فى أوروبا و وضعنا الحالى للاحظنا تشابه شديد, فنحن نعيش فى جو غابت عنه الديموقراطيه, و أصبح رجال الدين فى أغلب الأحيان موظفين معينين من قبل الدوله, و انتشر الجهل و الفقر , حتى مع وجود نظام تعليمى فهو ينتج أنصاف متعلمين, و هذا هو أسوأ نوع من الناس, جاهل لا يدرك انه جاهل, و حاله إقتصاديه مترديه زادت فيها الفجوه بين الأغنياء و الفقراء و قاربت الطبقه المتوسطه على الإختفاء اما للأعلى أو فى الغالب للأسفل. كما أصبح رجال الدين مصدرنا الوحيد للمعرفه و تحول الإعتراض على كلامهم الى خروج على الدين.

و بذلك بدأنا بالفعل فى الخروج عن صحيح الدين, و أصبح الدين بالنسبه لنا مظاهر و عبادات و تناسينا أن الدين سلوكيات و أخلاق. تحول الدين الى جلباب و سواك و ذقن و درس فى المسجد و أفراح اسلاميه و شيخ فى قناه فضائيه, و فى ذات الوقت نظلم بعضنا البعض أشد الظلم. أصبحت كل المعايير عندنا مختلطه و مزدوجه, ثرنا على جريده دانمركيه فى آخر العالم و لم نحرك طرف ضد رجل يسب الدين فى الشارع بداعى و بدون داعى, نثور من أجل الظلم فى فلسطين و نحن نظلم بعضنا, نطلب من حكومتنا قول الحق فى وجه أمريكا و مع ذلك ننافق مديرنا فى العمل, نحرص على صلاة العشاء و بعدها نهين بائع بسيط فى الشارع.

تم تكفير أو مصادرة كل من أتى بفكر يرفضه رجال الدين و سعوا فى بعض الأحيان الى تخريب حياته و هو سلوك لا يختلف كثيراً عن أسلوب محاكمات الهراطقه فى أوروبا, و من أشهر الإصلاحيين المجنى عليهم لويس عوض و القمنى و فرج فوده الذى رفض الإسلاميين أغلب كتبه و اغتالوه و فى النهايه لم تجرمهم المحكمه.

أما الكراهيه فحدث ولا حرج لكل ما هو غير مسلم بالأخص, و لكل شيئ بالأعم. فمثلاً ننتقد احتلال أمريكا للعراق و لا ننتقد الحرب بين الشيعه و السنه, ننتقد اسرائيل و لا ننتقد الفساد فى الحكومه الفلسطينيه, لم يحرك منا أحد ساكناً طوال الحرب الأهليه اللبنانيه و بدأنا فقط فى التحرك عندما احتلتها اسرائيل, و الأمثله كثيره. و اعتبرنا أن الظلم عندما يأتى من مسلم آخر فهو ليس ظلماً, و أكبر دليل على هذا هو الاحتلال التركى لمصر, فالمصريون قاوموا كل احتلال أجنبى لمصر, نابليون, و الحمله الصليبيه الخامسه و السابعه على دمياط, و الإحتلال الإنجليزى, و لم يحركوا ساكناً فى وجه الاًحتلال العثمانى, فقط لأنهم كانوا مسلمين على الرغم مما ارتكبوه من فظائع فى حق الشعب المصرى, و لو كان الحكام الأتراك من الذكاء بحيث أجادوا اللغه العربيه لذابوا فى المجتمع المصرى و لما خرج الأتراك من مصر الى يومنا هذا.

نأتى لمشكله تأليه الأشخاص و هى مشكله المشاكل, و ما يحزن حقاً اننا نحن من يصبغ على الأشخاص صفه التنزه عن الخطأ و ليس رجال الدين أنفسهم فحسن نصر الله هو شخص فوق مستوى النقد و كذلك القرضاوى و عمر خالد, و هذا على سبيل الذكر و ليس الحصر. فكلنا بشر حتى الخلفاء و الصحابه و الرسول صلى الله عليه و سلم نفسه بشر, و هذه ليست دعوه منى للتطاول و اانما الى عدم جمع كل المواضيع فى خندق واحد و ادراك الفارق بين الله و بين الدين و بين الرسل والأنبياء الذين بعثهم الله برسالات الى البشر, إذن من غير المنطقى أن ندافع عن الرسول و نحن نهين الله بسبابنا لدينه, و إسائتنا للإسلام بتصرفاتنا و كذبنا و ظلمنا و نفاقنا و مع ذلك نحرص على التعاليم الظاهريه للإسلام و هو قمه النفاق البشرى لله. من ضمن المشكله أيضاً عدم انتقاد خلفاء المسلمين على ما ارتكبوه أحياناً من أفعال مشينه و محاوله طمسها من التاريخ , كذلك الحروب التى قامت بين المسلمين بدايةً من عهد سيدنا على بن أبى طالب الى اليوم اعتبار مثل هذه المواضيع هذه المواضيع لاهوت مقدس لا يسمح بالنقاش فيه. أظن أن مواجهه صريحه مع تاريخنا ليس فقط مع ما نفخر به و انما مع ما نخجل منه هو بدايه لتفادى أخطائنا فى المستقبل.

رجال الدين هم أهم عامل للأمان فى أى مجتمع مؤمن, و على الرغم من أنهم لا ينتجوا سلعه أو خدمه محدده مثل العامل أو المهندس, الا أن وجودهم فى منتهى الأهميه, فهم أهم حائط دفاع ثقافى فى وجه الحضارات الأخرى و المدافعين عن مبادئ الدين الأساسيه فى وجه المشككين و المهاجمين للدين. فلنتخيل مثلاً مجتمعاً مسلماً لا يوجد به رجال دين فى حين أن الجميع يعمل فى مجالات دنيويه. ثم أتى مفكر ملحد بكتاب يهدم كل عقائد الإسلام الأساسيه, من سيرد على تهجماته و يكون مؤهلاً للرد, فى هذه الحاله لا أحد, و بالتالى ستحدث حالة تخبط شديده قد تؤدى الى صراعات أو حتى انهيار المجتمع. إذن فوجود رجال الدين ضروره حتميه, و لكن الأهم أن تكون سلطاتهم محدوده ويكونوا تحت رقابه و حساب مثل باقى أجهزة الدوله و يكون كلامهم محسوب حتى لا تؤدى اختلافاتهم الى اختلاف بين التابعين, و بالتالى فرقه بين الناس, و يجب أن يدرك الناس أن رجل الدين هو رجل دارس للدين و ليس هو الدين ذاته و هو ليس منزه عن الخطأ و أن كل شخص قابل للنقد و المراجعه و الحساب لا ينفذ من هذه القاعده حاكم كان أو رجل دين مهما كانت أهميته.


27 Comments:

At 2:59 AM, Anonymous Anonymous said...

موضوع جيد جدا وهذه هي الحقيقة المرة, ملحوظة واحدة فقط يبدو ان مصادرك كلها بروتستانتيه في سردك لتاريخ الكاثوليك فالاعتراف موجود حتي عند الاقباط بدون وجود صكوك غفران وذلك قبل القرن الرابع الميلادي علي العموم اعتقد ان بلدنا في حاجة الي اناس مستنيرين وحقانيين مثلك وتحياتي

 
At 3:00 AM, Blogger Unknown said...

موضوع جيد و هذه أول زيارة لمدونتك و يبدو أنها لن تكون الأخيرة بإذن الله

 
At 3:44 AM, Anonymous Anonymous said...

أتفق معك في ما ذكرته من أوجه تشابه بل و أحياناً أخرى تطابق في مجريات الأحداث.... و إن كنت أشدد على دور الثورة الفرنسية في مواجهة هذا النفوذ و القضاء عليه في أوروبا بشكل نهائي.... و أظن أن في هذا الأمر درس ما مستفاد...

 
At 5:37 AM, Blogger motaz elmasry said...

عزيزى الأنونيموس
متشكر على تعليقك الجميل ده, تعليقاً على ما ذكرته أن القبط المصريين فى القرن الرابع الميلادى لم يكونوا أرثوزكس بالمعنى الحالى, انما كانوا مسيحيين شرقيين يتبعوا الكنيسه الرومانيه, ثم حدثت فى القرن الحادى عشر الخلاف الأكبر بين بين الشرق و الغرب ( East-West Schism) بسبب رفض البطاركه الشرقيين للسلطه الفعليه لبابا الفاتيكان عليهم, و من ثم حدث الإنفصال الرسمى, إذن ففى القرن الرابع الميلادى كانت كل أو أغلب تعاليم القبط المصريين مستوحاه من الكنيسه الرومانيه.
أنا أحترم للغايه تعاليم البروتستنت و أراها الأفضل , و لكنهم ليسوا مصدرى الوحيد , فأنا فى النهايه مسلم و هذه هى الأيدولوجيه التى أنظر للعالم من خلالها
محبتى

 
At 5:50 AM, Blogger motaz elmasry said...

طارق عزيزى
نورت المدونه و تشرف فى أى وقت

 
At 6:22 AM, Blogger motaz elmasry said...

تامر
على فكره أنا ابن عمتى اسمه تامر و أكتر واحد بحبه فى قرايبى :)
المهم, أنا متفق معك إن الثوره الفرنسيه كانت مسمار هام فى نعش سلطه رجال الدين, و لكنهالم تكن العامل الأوحد, كان هناك عوامل أخرى مثل :
1- عصر النهضه
2- الإختلافات العقائديه مع ارثوزكس اليونان و روسيا
3- تعاليم مارتن لوثر
4- انفجار الناس فى وجه سلطه الكنيسه
5- حرب الثلاثين عاماً

تحياتى

 
At 1:40 PM, Blogger علاء السادس عشر said...

عزيزى معتز
من رأيى أن أكثر شخصان كان لهماتأثير على الديانة المسيحية وتطورها هما أولاً بولس الرسول وثانياً مارتين لوثر فالأول هو الذى وضع أسس العبادة والطقوس وهو كان يهودى متطرف وعندما تحول للمسيحية لم يتغير كثيراً وهو الذى وضع الأسس الأساسية لممارسة المسيحية والتى تتعارض أحياناً مع تعاليم المسيح نفسها,أما مارتين لوثر فهو الشخص الذى قام بكسرهذه القواعد الثابتة,كبداية للتحرر من كل الطقوس والأغلال الدينية والتى كان من نتائجها تطور الحضارة الغربية وتثبيت قيمة الأنسان الفردية.
الأديان عموماً تضع منهج ممارسات بين الفرد والخالق وترفض الخروج عن هذه الثوابت بالنسبة لى الديانات جزء من التاريخ ويجب أن تُرى وتُعَامل كجزء من التاريخ و لن تستقيم بدون ذلك
تحياتى على التدوينة الهامة والصريحة وأحترس من أصحاب السيوف الخشبية على رأيى الدكتور وليد

 
At 6:47 AM, Blogger so7ab said...

معتز

فى البداية احييك على التدوينة وافضل الاشتباك مع اخرها فى ضرورة وجود رجال الدين وهنا اعترف بضرورة وجودهم حتى فى حالة الخلاف مع ما يطرحوه من افكار والضرورة ايضا تنوعهم بمعنى ان السماح لشكل واحد من الدين فى الدولة او شكل واحد من رجال الدين فى الدولة تحت مسمى الاعتدال او الرؤى المتطورة بيؤدى الى حالة من الاحتكار للدين شبيه جدا بما شرحته ولذلك علينا التعامل مع الدين ومع رجاله من الاساس بمفهوم مختلف حتى نخرج من تطرفه ولا نصل الى احتكاره

 
At 7:08 AM, Blogger قلم جاف said...

عزيزي معتز :

كنت قريت مقال لعلي سالم (مع اختلافي الشديد معه وعليه) بيتكلم عن حاجة اسمها على ما أعتقد farco mcambre .. مصطلح مسرحي قديم جداً معناه الهراء لما يصل لقمة القمة ولا يحتمل من أي بني آدم أياً كان صبره..

هذا ما ينطبق تماماً على تنظيرات قريتها بعد العدوان على لبنان كدعاية لفكرة المرجعية الدينية بعد اللي اعتبروه "نجاح" حسن نصر الله في جنوب لبنان ، وليه ما يبقاش عندنا "مرجعيات" ولا نقول أحسن باباوات زي السيستاني والحكيم والمش عارف إيه؟

الإسلام ما فيهوش شيء إسمه زعامة دينية ، القصة اتحسمت بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وأبو بكر الصديق كان قيادة سياسية فقط وليس دينية .. والفكر الشيعي مبني على فرضية مخيفة تؤكد أن الرسول ورث الزعامة الدينية .. وهذه فرضية أشك في صحتها لأن الإسلام أرادنا أحراراً من غير أن يكون هناك مرجعيات تحتكر الحديث باسم الله وباسم الدين ..

هذه هي تضبيطات الإسلام كنظام ، ربما الكلام دة يمكن تفهمه في الديانة المسيحية أو في اليهودية ، لكن الإسلام مفيش فيه الكلام دة ..

حتدخل على الخط وتتحاور مع دول اللي بيعملوا دعاية للمرجعية والملوخية حتتشتم وحيقولوا عليك الذي والذين والمش عارف إيه.. دي عقليات غوغائية قانعة بدور التابع اللي محتاج لسيد يتبعه .. ومش قادر يتعامل مع الميزات اللي الإسلام نفسه مديها للمسلمين!

 
At 7:12 AM, Blogger قلم جاف said...

أما عن الأنبياء عليهم جميعاً الصلاة والسلام ، فأنا مندهش في زمن الزعامة الدينية المزعومة والمسعورة في الاتجاهات السلفية والصوفية أن البعض قد يتحدث عن سيده شيخ الطريقة بطريقة أكثر تأدباً من الحديث عن نبي .. وربما تسمع من البعض قوله "إبراهيم" على سيدنا إبراهيم عليه السلام دون احترام لهذا النبي المرسل من الله عز وجل..

المصيبة هي التعامل مع المرجعيات المزعومة والفقهاء ومشايخ الطرق ومرشدي الجماعات كأنهم أنبياء محركين بوحي من الله عز وجل.. تعامل تكرس له ضمناً الماكينات الإعلامية لتلك الاتجاهات وصحفها وأموال المتعصبين لها.. وطبعاً سكوت النخبة المثقفة المستنيرة - كما تحب أن تطلق على نفسها - على هذا الخرف..

 
At 5:14 PM, Blogger Alaa Elalfi said...

اولا احييك على المجهود في تدوين المدونة وعلى المعلومات التاريخية الهامة التي تحتويها .. وقبل ان اعلق على الدونة اريد ان ابدأ بالعقيدة .. العقيدة موجودة منذ بداية الخلق وطالما حيا الانسان فالعقيدة تلازمه لا يستغنى عنها فهي دليله وهدفه وهي الم}نس له في وقت الضيق وهي التي تجعلنا نصبر على ما نبلى به في الحياة .. اذن العقيدة نحن ونحن العقيدة ..ويجب ان نفرق بين المرجعيات الدينة الخالصة والمرجعيات السياسية القائمة على الدين .. فحسن نصر الله ليس مرجعا دينيا وكل تحركاته هي تحركات سياسية تأخذ صبغة دينية .. وعمرو خالد ليس مرجعا دينيا وهو يعترف بذلك .. عمرو رجل يعمل عمل اجتماعي بحت وان كان ايضا هذا العمل الاجتماعي من خلال تعاليم وآداب السلام واذا اردنا فتوى لن يفتينا فيها عمرو فالفتوى لها اهلها..لذا فالموضوع هنا سياسي وليس ديني بالشكل العام وانطلاقا من هذه البداية اود ان اوضح انني اتحدث هنا بصفة محايدة جدا .. وانا اختلف معك في ما يحدث الآن شبيه بما حدث في العصورالمظلمة التي حكمت اوروبا ولكن الموضوع اصلا مختلف .. الكنيسة الكاثوليكية كانت تحكم اوروبا وكانت تتحكم في مصير الشعوب في ذلك الوقت .. وكانت الكنيسة هي الدولة ان ذاك فاذا اتخذت الكنيسة قرارا لا تستطيع الدولة ان تحيد عنه وبالطبع آن ذام لم يكن الموضوع ايضا دينيا بل كان سياسيا بحتا فالكنيسة كانت مسيسة تماما وكانت تتخذ من الدين سلاحا في وجه من يعترضها ومانت تحكم من خلال نافذة دينية .. ام في العالم العربي والاسلامي فالموضوع مختلف لا يوجد حكم اسلامي اصلا ولا المشايخ يتحكمون في القرار السياسي بل على العكس فالاخوان المسلمون تلاحقهم الحومة كما يلاحقهم الفاسدون الذين ليس لديهم مصلحة في وجودهم اذن فالدين هنا بعيد تماما .. الموضوع سياسي .. والسنة والشيعة في العراق يتحاربون من اجل الكراسي البرلمانية ومن سيكون له اليد الطولى في حكم العراق .. اين الدين في هذا .. انه فقط الصبغة الدينية ليميل اليهم الناس لأن بني البشر بطبيعة الحال والفطرة ضعفاء امام العقيدة .. اذنى نحن هنا امام نقيضين .. الأول حكم الدين وارهاب الشعب في اوروبا متمثلا في الكنيسة في ذلك الوقت .. و النقيض الآخر هم لهث الشعب خلف الحركات الاسلامية والرموز الاسلامية مثل حسن نصر الله و ليس من اجل الدين ايضا .. انما الناس تلهث خلفهم هربا من الاستبداد الذي نعيش في في الوقت الحال .. في اوروبا كانت الكنيسة تحكم .. هنا الرمز الديني مطارد .. و السجون تزخر بالعشرات منهم على الرغم من .. ولابد ان نفرق بين المرجعيات الدينية الحقيقية و الذين هم في الظل وبين سياسيون ذوي صبغة دينية

الا انني اتفق معك في رؤيتك للفهم الخاطىء للدين من قبل الناس .. فالدين ليس فقط الصوم والصلاة .. وخمس ركعات بينهما فساد .. الدين اولا المعاملة .. وقد انزل الله على محمد القرآن .. لهداية العالمين ومحو اخطائهم وليستغفروا لربهم وليعاملوا بعضهم بالحسني .. فيا مصلي (وانا اصلي ) قبل صلاتك عامل الناس بلطف ولا تغتاب ولا تأذي وحافظ على النظافة لتكتمل صلاتك وتتم عبادتك

احييك يا استاذ معتز على المدونة
ولنا لقاء

 
At 12:46 PM, Blogger motaz elmasry said...

أخى علاء

حقيقه فعلاً إن النبى بولس ضرب بتعاليم المسيح عرض الحائط, و شوه شكل المسيحيه الروحيه التى أتى بها سيدنا عيسى عليه السلام, عامل زى معاويه عندنا كده, و على الرغم من أن الآراميين كانوا شعب متقدم حضارياً إلا انه و من المحزن لم يحدث الصدام الثقافى المتوقع بين تعاليم السيد المسيح و تحريفات النبى بولس. و حدثت مثل هذه الصدامات فى وقت متأخر, متمثله فى إنفصال الأرثوزكس عن الكاثوليك فى القرن الحادى عشرثم من بعدهم البروتستنت فى القرن السادس عشر. أما مارتن لوثر فكان إذا أجاز لنا أن نسميه هكذا أصولى, حاول أن يرجع بالدين الى صورته الأصليه التى أتى سيدنا عيسى و التخلص من كل التعنتات التى أضافها الكاثوليك لتتماشى مع أوضاعهم السياسيه. لوثر مارتن من وجهه نظرى المتواضعه رجل عظيم خلق التوازن المطلوب لدحر سلطه رجال الدين. شيئ محزن اننا كمصريين معلوماتنا العامه ضعيفه جداً عن الدين المسيحى, و لا نتعلم عنها فى المدارس شيئاً و لا حتى القشور, فالتاريخ بالنسبه لطلبة المدارس دوله البطالمه, دوله الرومان و تعذيبهم للمسيحيين ثم فتح عمر بن العاص لمصر, أما مصر المسيحيه فلا نعلم عنها شيئاً, 500 عاماً من تاريخنا مفقود, شيئ محزن. أما بالنسبه لأصحاب السيوف الخشبيه فربنا يستر بقه

محبتى

 
At 1:10 PM, Blogger motaz elmasry said...

عزيزى بسام

متفق معال مئه فى المئه طبعاً, و كما ذكرت فى التدوينه أن رجال الدين هم حائط الدفاع الثقافى فى وجه أى فكر هدام, و فى نفس الوقت لا يجب أن يحتكروا الدين لصالحهم و تصبح تهم التكفير هى أسهل التهم فى وجه كل من يخالفهم الفكر. و لكن فى نفس الوقت يجب أن يعيد المرء تقييمهم, من ناحية الأداء, بمعنى لماذا ينفر أغلب الناس من رجال الدين, أو على الأقل الأصوليين منهم, و تنجذب لشيوخ الفضائيات الكول , لماذا انجذبت الناس لعمروا خالد على الرغم من افتقاده للمرجعيه الدينيه و نفرت من شيخ الأزهر على الرغم من علمه, و لماذا لا يقرأ الناس كتب صحيح البخارى و ابن تيميه و يهتموا عوضاً عنهم بالإسلام ال *تيك اواى* على شكل دروس فى المسجد و برنامج تليفزيونى و شريط كاسيت. لماذا تبحث الناس عمن يلقنها الدين و العلم على شكل كبسولات صغيرة الحجم سريعه المفعول. نحن نعطى المجال لرجال الدين ليلقنوننا الدين و لا نعرفه حق المعرفه عن طريق بحثنا عنه بأنفسنا, بهذا أصبحنا انعكاس للشيوخ و ليس ذاتننا و أصبح رأينا هو رأى شيخنا المفضل, و خصوصاً أن الشيوح أصبحوا يبدون رأيهم هذه الأيام فى كل صغيره و كبيره, و بهذا اختلطت المعايير و أصبح الدين عامل أساسى فى كل قضيه ليس فقط من الناحيه الأخلاقيه و لكن أيضاً فى القضيه ككل. لنا الله. متشكر على المداخله الظريفه دى.

 
At 1:52 PM, Blogger motaz elmasry said...

عزيزى قلم جاف

أولاً أرحب بك صديقاً عزيزا, بما أنها زيارتك الأولى, خصوصاً انى نتابع لما تكتبه و معجب به
أولاً أنا لا أحترم اطلاقاً من يحاول تحقيق أى شكل من المكاسب السياسيه و الإقتصاديه بإسم الدين, حسن نصر الله قائد سياسى, الموضوع برمته ليس له علاقه بالدين, و المرجعيه الدينيه لا تغير من الأمر شيئاً, و ليس معنى أن شخص ما متدين انه قائد محنك أو قدير سياسياً على اداره شئون دوله أو حتى مراجيح مولد النبى. و بسبب أن كل المعايير عندنا مختلطه فنحن لا نرى هذه الحقيقه البسيطه, و لنفس السبب سأظل معادى لكل حاكم أو سياسى يستعرض تدينه فى كل مناسبه, لأنه بهذا يتلاعب بمشاعر المتدينيين و يتستر وراء الدين. لهذا السبب لا أحب الإقتصاد الإسلامى و لا السياسيين اليمينيين ولا البنوك الإسلاميه. لو راجعت تاريخ حكام المسلمين لما وجدت حاكم مسلم واحد جمع بين التدين و الاقتدار فى الحكم إلا سيدنا عمر رضى الله عنه, هو الوحيد الذى جمع الدين و الدنيا فى يده, سيدنا أبو بكر الصديق كان رجلاً شديد التدين و للأسف لم تتح له الفرصه الكافيه فى فترة حكمه القصيره اثلات كفائته كقائد سياسى, سيدنا عثمان بن عفان كان شيخاً كهلاً , و كان قومه بنو أميه متسلطين عليه, فاستغلوا ضعفه ليحكموا الكثير من الأمصار, و فى النهايه طلب منه الناس التنحى عن الحكم و عندما رفض قتلوه, و كان هذا قتلاً واضحاً, و لم يكن اغتيالاً فى الخفاء كما تصور لنا أغلب كتبنا المدرسيه العبقريه, أما فترة حكم سيدنا على إبن أبى طالب فكانت فتره من أحلك الفترات لكثره الحروب و الصراعات الداخليه, و لم تتح الفرصه لسيدنا على لإثبات قدراته كحاكم سياسى قادر على على إدارة شئون الدوله. أما حكام الدوله الأمويه و العباسيه فحدث عن الفضائح ولا حرج, فأغلبهم كان إسمياً متدين و مع ذلك اقتنى أغلبهم غلمان أو أدمنوا شرب الخمر أو تملكوا مئات أو حتى آلاف الجوارى, بالإضافه الى القسوه و القتل و المذابح التى ارتكبها بعضهم و التى تعد قاسيه حتى بمقاييس ذلك العصر. الخلاصه أن فصل الدين عن الدوله مهم حتى لا تتداخل الأمور و تصبح المزايده فى التدين سبب للتفضيل فى إختيار الحاكم. كتاب الحقيقه الغائبه للكاتب رحمه الله د/فرج فوده هو أفضل ما قرأت فى هذا الصدد.
بالمناسبه المسيحيه و اليهوديه ليس بهم مرجعيات أيضأ, اليهوديه للأسف مطموسه و أعيد كتابتها أكثر من مره, أما المسيحيه فعلى حسب ما قرأت لم يحدد المسيح أى مرجعيات دينيه و لم يعطى رتب مثل بابا و اشبيشوب و بطريرك و انما استقدم أنباع المسيح هذه الرتب بعد حوالى سبعين سنه من موته
أما موضوع تأليه البشر و وضع مشايخ الطرق فى مراتب أعلى من الأنبياء, فلنا الله
محبتى

 
At 2:29 PM, Blogger motaz elmasry said...

عزيزى زركوش

مرحباً بك أولاً فى زيارتك الأولى, بس بلاش موضوع أستاذ معتز دى, أنا لسه عندى 23 سنه يا عم و طالب و لسه باخد فلوس من أهلى كمان, خلي البساط أحمدى يعنى :), المهم نخش فى الموضوع

متفق معاك فى موضوع المرجعيات, و أنا لست ضد اشتغال شخص متدين بالسياسه, أوروبا مثلاً بها الكثير من الأحزاب المسيحيه, و منها احزاب حاكمه, مثل فى المانيا مثلاً, و لكن لم يحدث أن حاولوا تطبيق نظام مسيحى فى الحكم أو اقتصاد مسيحى, أو أخذوا رأى الدين فى اذا ما وجب عليهم مساندة دوله معينه أو تعديل جزأ ما فى القانون المدنى, فالدين ليس بالضروره ملائماً لحياة البشر, و لهذا حدث الانفجار فى وجه الدين المسيحو لتغليظ رجاله فى الدين. انا ضد من يتكسب عطف الناس بإسم الدين و يحاول تحقيق مكاسب سياسيه بإسم الدين أو الله.

أختلف معك أن حالتنا الحاليه تختلف عن حال الكنيسه فى العصور الوسطى, و ما قلته اننا مقبلين على هذا العصر و ليس اننا نعيشه بالفعل. غير صحيح أن الشيوخ فى مصر أو العالم الإسلامى ليس لهم تأثير سياسى, و لنا فى ايران خير مثال على اختلاط السياسه بالدين, اما الإخوان المسلمون فى مصر فهم ليسوا بعيدين الى هذا الحد من الوصول للحكم, و تأثيرهم قوى فى الشارع المصرى, و هذا هو ما أخافه, حزب سياسى فى قالب دينى, صحيح أن الكنيسه تحكمت فى مصائر البشر فى أوروبا و صاغت قالب حياتهم, و لكن اليس هذا ما يفعله رجال الدين و الأحزاب الدينيه فى الدول الاسلاميه,الا نقحم الدين فى كل صغيره و كبيره, الم نحول قضيه العراق و فلسطين و ايران و كل قضيه أخرى الى قضيه دينيه, و كما تفضلت أنت و ذكرت أن الصراع فى العراق هو صراع سياسى آخذ صبغه دينيه, فالحال بالمثل فى مثال الكنيسه, فرجال الكنيسه أخذوامن الدين ذريعه لبسط نفوذهم, و هو ما يفعله رجال الدين حالياً, خصوصا فى ظل اختفاء العدل و انتشار الجهل, يلجأ الإنسان الى الدين, و لعدم تعود الأفراد على البحث عن الدين بأنفسهم فى الكتب يلجأوا الى رجال الدين ليصبح رجال الدين مع الوقت هم الدين ذاته, و لذا فأنت على حق أن فى ظل الظلم يلجأ الناس الى الدين كملاذ أخير, و هنا تكون الفرصه متاحه لرجال الدين لبسط نفوذهم و فرصه لأنصاف السياسيين للمتاجره بالدين. أوروبا عانت لأكثر من 1800 عاماً من قهر رجال الدين و أخيراً تعلموا من التجربه و تعلموا فصل الدين عن الدوله, و خطوره وضعهم فى سله واحده, أما نحن فمصرون على خوض التجربه ذاتها و تجاهل تجارب الآخرين

محبتى و احترامى

 
At 1:34 PM, Blogger tota said...

معتز العزيز
موضوع اكثر من رائع
بذلت فيه مجهود واضح
لااجد تعليق مناسب اخاف من كتابة اى تعليق فربما تتهمنى بالهرطقة وتحل دمى او تدفعنى للتنازل عن املاكى وشراء صكوك الغفران
بالنسبة للجزء المرتبط بالاسلام
المجتمع العربى اندمج فيه الاسلام وانصهر فى بوتقة واحدة مع الثقافة العربية فبتنا لا نكاد نفرق بين مانص عليه الدين وبين السلوكيات والاخلاقيات والتى لا انكر ان جزء كبير منها مستمد من الاسلام
رجال الدين لهم مكانة خاصة فى القلوب نابعة من الاعتراف بتوغلهم فى الدين الذى لا نعى غير قشوره مما يجعلنا فاقدين الثقة فى النفس ونميل الى اعتناق ارائهم بغير نقاش بيد اننا لزم علينا اعمال العقل وعدم التسليم بالامور الدينية لمجرد انها خرجت عن لسان الفقهاء ووجب علينا ان نعرف انهم بشر ويخضعون لنفس الضغوط السياسية وغيرها
فليس كلامهم منزه عن كل نقص
ارفض ان يكون الدين خاضع للدولة بل فصله عن رقابة الدولة قد يجعل الصورة اكثر اتزانا من كونه تابع لا متبوع

خالص تحياتى

 
At 2:54 PM, Blogger طبيب نفسي said...

عزيزي معتز

طبعا أنت خرجت برشاقة من أحبولة النقاش البيزنطي بوضعك لأول جملة في الموضوع وقولك: من وجهه نظر شخصيه ...

لن أعلق علي الموضوع تفصيليا لسببين: ان نقط الحوار واضحة وأن المقارنة ـ وإن كنت أختلف معك منهجيا ـ أبرزت لب القضية.
مالفت نظري هي عبارة: إذن فوجود رجال الدين ضروره حتميه.

من وجهة نظري الشخصية رجال الدين تعبير مراوغ وغير سليم وان كان يعكس بصدق الحالة الراهنة ... والافضل منه هو "علماء العلوم الدينية" ... فليس للدين رجال لا في الاسلام ولا في المسيحية وموضوع الكهنوت المسيحي ده فرض وضعي وجزء من منظومة المؤسسة الدينية المنظمة
The Organized Religion.
وده موضوع خارق سياق المناقشة.
سؤالي لك: للحفاظ علي مبادئ الدين الأساسيه فى وجه المشككين و المهاجمين للدين ، هل من الافضل وجود هيئة دينية منوطة بالدفاع ـ وهو ما أختلف معك ايضا فيه زي وفكرة اخطر الخارجي والاختراق الثقافي إلخ ـ أم وجود شعب متعلم واع يتقبل الافكار جملة وتفصيلا ولديه القدرة علي التحليل والفهم وصد الخطر ان وجد ؟

تحياتي علي الموضوع الجميل

 
At 4:34 PM, Blogger motaz elmasry said...

توتا العزيزه

متشكر جداً أولاً على مرورك الكريم, و لا أستطيع اتهامك بالهرطقه, أولاً لأنك صاحبة دار و غاليه علينا جداً , ثانياً و ده الأهم لازم احنا الاتنين نستوفى الشروط, لازم انتى تكونى مسيحيه كاثوليكيه و لازم أكون أنا أرشيبيشوب, و أعملك مجلس كنائسى و نحاكمك فيه, و بما انى مش أرشبيشوب ولا مسيحى أصلاً و معرفش حد شغال أرشبيشوب فهنسيبك براءه المره دى, نخش فى الجد
أنتِ فعلاً محقه , الدين اختلط بالثقافه العربيه لدرجه يستحيل الفصل بينهما, و لكنى لا أعرف ما هى المشكله, هل الناس فقط عاطفيين أكثر من اللازم فى تعاملهم مع الأديان, و هل كان الناس أيام على هذه الدرجه العاليه من العاطفيه فى العصور الوسطى أم اننا أسوأ منهم, النتيجه اننا أصبحنا مدمنيين للدين و لسنا مقتنعين به, أى أننا لا نعرف كما ذكرت أنت عن الدين إلا القليل و مع ذلك فنحن مستعدين للدفاع عنه و الموت من أجله, و هو أمر لا تبرره إلا العاطفه و ليس المعرفه والإقتناع

تحياتى

 
At 5:13 PM, Blogger motaz elmasry said...

طبيبنا العزيز

أولاً أنت محق تماماً و أنا على خطأ, تعبير رجال الدين هو تعبير خاطئ و مطاطى, و لكن كما ذكرت أنت فالدين الآن له رجاله, أما المفكرين أو علماء الدين فوجودهم ضعيف خصوصاً فى وجه تعنت المشايخ و نبذهم لعلماء العلوم الدينيه, لأنهم فى بعض الأحيان غير دارسين للدين أكاديمياً, مع أن الأمثله أثبتت أن علماء العلوم الدينيه و المفكرين فى كثير من الأحيان يكون رأيهم أصوب من آراء المشايخ, و ذلك لإلمامهم بعلوم أخرى أو كما ذكرت أنت فى مدونتك العلوم التكامليه فى ضوء فهمى لها.

أما بالنسبه لسؤالك فهو سؤال عويص و أنا فهمت قصدك منه و سأحاول عرض وجهه نظرى بإختصار , أولاً طبعاً أنا مش من المؤمنين بنظرية التآمر على الإسلام و الأعدء و الكلام الفاضى ده, ما قصدته هو ظهور فكر مشكك للفكر الإسلامى و ده شيئ وارد لإنفتاح الحضارات على بعضها البعض. وجود شعب واع و متعلم هو أساس أى حضاره, و قدرته على استيعاب و تحليل و الإيمان بأى أفكار جديده هو أكيد شيئ رائع, بس بما أن مجتمعنا هو مجتمع متدين و بما أننا لا يمكن أن نطلب من كل الناس أن تكون متعمقه فى العلوم الدينيه فهذا يعنى أن فكر الناس غير المتخصصين لن يصمد أمام فكر أحد المتخصصين إن أتى بأفكار مخالفه لصميم العقيده الإسلاميه, و لهذا وجب وجود علماء الدين. تلخيصاً لكلامى أنا متفق معك تماماً أن الشعب هو الأساس, و أن وجود شعب واع مثقف قادر على أن يصد غزو ثقافى أو حتى يتفاعل معه إذا كان فيه ما يفيد, و لكن بدون متخصصين لن يكوم لنا فكر موجه, لن نستطيع التأثير على الآخرين و ستذوب حضارتنا وسط الحضارات الأخرى, و هو أمر أنا لست ضده جملةًً و لكننا سنكون حضاره مفعول بها, و مهما تقدمنا أو تطورنا بسبب شعب واع و مثقف فالمشكله ستكون فى اختفاء الدين كجزء أساسى من مكونات الحضاره.

اذا سمحت لى بالسؤال, ما هى أهم اختلافاتك المنهجيه فى على نقاط الحوار

سعيد بتواصلنا و مهتم بمعرفة آرائك

 
At 10:54 PM, Blogger طبيب نفسي said...

الجميل معتز

بداية أنت مشروع إنسان جميل، لقدرتك علي الحوار البناء وصدقك في ان تفيد وتستفد من الآراء مختلفة التوجه.

ردا علي سؤالك: ما هى أهم اختلافاتك المنهجيه فى على نقاط الحوار؟
أنا لم أختلف معك في نفط الحوار، بل في المنهج المتبع ..
في رأيي المتواضع أن الثنائية القطبية أو تشابه النتائج بغض النظر عن المعطيات منهج قد يؤدي إلي الالتباس وعدم وضوح الرؤية .. والوقوع ف الخطأ المنهجي هو بداية تؤدي الي حفرة الارنب التي لانهاية لها .. بمعني أننا لو أردنا الوقوف علي الاسباب الحقيقية لنهضة ما أو سقوط حضاري، لابد وان نحلل العناصر الاساسية الاصلية للموضوع ونبتعد عن الاسقاط التاريخي لاحداث التاريخ المتشابهة وان تتطابقت الصورة.
فتكوين هيئة دينية للحفاظ علي الموروث الديني أو صحيح الدين سمه كما شئت ، هي نفس العذر الذي تواري خلفه الكهنوت المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، ونشر الخوف من الخطر الالحادي والهرمسيين والهراطقة وأصحاب العلم التجريبي. يعني ماتديش الهيئة دي نفس السلاح اللي استخدمه باباوات العصور الوسطي وشيرازه بورجيا ...
بمعني آخر لا يمكن اسقاط الشاهد علي الغائب وإزدراء السياق التاريخي للاحداث ... فما جدث في القرن 15 له معطياته الخاصة به والمختلفة شكلا ومضمونا عن سياق الاحداث الجارية الان.
مثال علي ذلك ـ مع اني مابحبش موضوع الامثلة ده بيبقي عامل زي غلشماسي أو شيخ الزاوية ـ
تم تحديد إقامة جاليليو ـ وهو غير جادوليو بتاع فيلم الحاج عبحليم شارع الحب والغلب ـ كما تعلم وتراجع عن كلامه العلمي تحت ضغط الكنيسة .. لايمكن حدوث ذلك الآن ولكن ممكن تهميش ودروشة العلم زي محاولات الدكتور اللواء عميد طيار زغلول النجار الشهير ببهلول الفشار .. يعني ظواهر الحدث اختلفت باختلاف السياق التاريخي.

نقطة أخيرة هو صعوبة المقارنة بين حال الكنيسه فى العصور الوسطى و الشكل الحالى للإسلام, الاولي منظمة دينية لاتعبر بالضرورة عن روح المسيحية ، والثانية ديانة ومنظومة إيمانية لايعبر عنها بالضرورة أشخاص بعينهم أو حتي حقبة تاريخية ..
فالشعراوي حينما كان يكفر المسحيين ليل نهار أو المعلم عمر عبدالكافي ودعواه بعدم مصافحة المسلمين، هؤلاء لا يعبرون عن الاسلام .. بل عن رؤيتهم الشخصية الملوخية للإسلام. وكذلك عدلي آبادير أو جورج المصري أو مجدي خليل حين يقولون بأن مصر وطن الاقباط فقط وان المسلمين المصريين هم بدو غزاة .. لايعبرون عن امسحية وهكذا.

ملحوظة أخيرة: علماء الدين لا يحرسون الاسلام أو المسيحية من الخطر.. بل الاسلام يحمي نفسه وله رب يحميه وإلا يبقي ديانة أي كلام وغير قادرة علي حماية نفسها .. وهذا ماحدث مع الاسلام والمسيحية والبوذية .. إلخ .. فهي ديانات حمت كينوناتها علي مر الزمن ...
بل العكسهو الصحيح .. إلقاء حجر في المياه الراكدة يؤدي غالبا الي التطور ودخول المنظومة الايمانية الي طور تطوري مختلف وهو ماحدث مع المسيحية وعلي وشك الحدوث في الاسلام.

شكرا يامعتز علي الحوار الراقي وتبادل الرأي ..

وكما قال زن الحكيم الصيني:
أن تعرف ولا تفعل فهذا معناه أنك لاتعرف بعد.
To know and not to do, it means you, yet, don't know.

مودتي

 
At 12:48 PM, Blogger motaz elmasry said...

طبيبنا العزيز

أولاً أعتذر على التأخير فى الرد, الكمبيوتر كان بعافيه شويه, و ثانياً أشكرك على المجامله الكريمه دى

قرأت ردك الأخير ثلاثة مرات على الأقل , لا أنكر عليك أن محتوياته قد هزت الكثير من أفكارى, و مقتنع تماماً بنقطتين أساسيتين فى حديثك, و أعترف أن رأيى فيهما خاطئ

1- من الصعب مقارنه حال الكنيسه فى الماضى بحال الاسلام الحالى, و أن مثل هذه المقارنه هى مقارنه ثنائيه القطبيه أغفلت الكثير من العوامل الأخرى أهمها اختلاف العوامل و مناهج و الأهم الظروف و ان كانوا متشابهين
2- أن وجود شعب واعى متعلم قادر على استقبال الأفكار و تحليلهاو تقبلها لو كانت ملائمه أفضل من وجود هيئه منوطه بالدفاع عن الدين فى وجه الأفكار الهدامه و أن هذا العمل هو تكرار للخطأ كما ذكرت أنت

أعتقد أن عذرى الوحيد لتضييق نقاط المقارنه بهذا الشكل هو الحاله المترديه التى وصلنا اليها دينياً من تعصب دينى و تصلب رأى و تكفير للآخر و ضيق أفق و رفض أى أفكار و الأخطر احتكار الدين من قبل البعض

تساؤل أخير: هل ترى انه لو حدث و أصبح الشعب واع و متعلم كما ذكرت فلن تصبح هناك حاجه لمرجعيه دينيه على الاطلاق أو فلنسمها أفضل هيئه دينيه رسميه مثل الأزهر أو دار الافتاء, أو أن يقتصر عملهم على المسائل الاداريه فقط, سبب هذا التساؤل انى أسائل نفسى دائماً هل أنا فى حاجه الى مفتى ليدلنى على الصواب و الخطأ أم انى قادر فقط من خلال ما أقرأه و ما يمليه عليه ضميرى تمييز كل أمور الدين و بالأخص ما اختلف عليه الفقهاء, و أيضاً بسبب انى لا أقتنع بآراء بعض المشايخ فى الكثير من الأحيان على الرغم من معرفتهم الدينيه التى تفوق معرفتى بأميال , و لذا ألجأ فى الغالب الى استخارة عقلى و ينتهى الأمر على هذا, أردت فقط اشراكك فى خواطرى

أشكرك على المناقشه المفيده و وقتك الذى منحته لى

محبتى

 
At 12:50 PM, Blogger motaz elmasry said...

واحده فاض بيها

أشكرك على المرور الكريم و انشاء الله هزورك فى البلوج بتاعك
مودتى

 
At 12:39 PM, Blogger طبيب نفسي said...

العزيز معتز

شفي الله حاسوبك وكمبيوترتك، وأعطاه من الصحة والرام مايمكنه من تحمل ملفات أكثر، والحفاظ علي نفسه من فيروسات الحاج بيل جاتس.

بداية .. لا يوجد رأي خاطىء تماما أو صواب خالص .. إن هي إلا محاولات للكشف والفهم، ومن يدعي المعرفة الكلية أعلم أنه جاهل بالضرورة.

ردا علي سؤالك الصعب .. هل نحتاج إلي مرجعيه دينيه في حالة وجود شعب واع ؟ وهل نحن بحاجة للفقه والافتاء من قبل علماء متخصصين؟

إجابة علي الشق الاول من السؤال .. إحتياجك للمرجعيه الدينيه يتوقف علي إطار المنظومة الايمانية التي تتبعها، وتصورك العام لشكل الديانة ومفهومك الشخصي لقوانينها.
أما الفقه والافتاء في الاسلام مثلا فهو علم، الفقه هو الذي يحكم العلاقة الجدلية بين النص والواقع .. ويحتاج إلي ثبات نسبي .. وهو مايسمي بفقه السلطة ، ويربط النص الديني بواقع الناس ومستجدات الواقع.. والافتاء علم وله قواعده وعلمائه وقوانينه ولا يمكن أن يتصدي الفرد العادي للإفتاء إلا إذا ملك أدوات التوليد الفقهي .. وهي علوم محكومة بمدي إحتياج الناس لها.
نقطة اساسية ورئيسية .. الفتوي غير ملزمة .. يعني لا يجب عليك إتباعها .. ولو كان الامر كذلك لهلك القوم وشاعت الفوضي .. مثال بسيط : إختلف الأئمة الاربعة علي فتاوي كثيرة .. فالفتوي إجتهاد أولا وأخيرا... وهذا يرتبط بما قلته سابقا عن إطار المنظومة الايمانية ومفهومك الشخصي لقوانينها ..
تستطيع أن تتبع المنهج الروحاني للديانة، أو الصوفي العرفاني، أو السني ، أو الشيعي، أو القرآني ...ألخ ، أو لاتتبع أي منهم .. في النهاية أنت من يشكل تصوره الخاص لفكرة الايمان وإطار الديانة وقوانينها حسب فهمك للمطروح.

وهو ماعبرت انت عنه بشكل مختلف.
وتستطيع أن تقرأ كتاب د/ محمد شحرور الكتاب والقرآن وكذك الاسلام والايمان ، لتري كيف يمكن أن يكون اكثر من تفسير للنص والمنظومة الايمانية بكاملها.

الإنسان قطع من التطور شوطاً يؤهِّله لأن يكتمل في الفكر والمعرفة، فيدرك الألوهة إدراكاً روحياً وعقلياً، بعدما ساد الـ
Homo sapiens sapiens
على الطبيعة
وعرف نواميسها معرفة باتت تتوثق علمياً، فما عاد الإنسان قابلاً لتفسير المادة والخلق بالفهم الحرفي للأسطورة، بل عالمٌ بقوانين المادة، وبأن مبدعها شاء لها أن تتفتح بمخاض من التطور والصيرورة والحكمة.

طبعا هذا رأيي الخاص في الموضوع ..

شكرا علي الحوار الجميل

مودتي

 
At 11:16 AM, Blogger motaz elmasry said...

الطبيب العزيز

رأيك رأى جميل جداً فى موضوع الافتاء, كنت أشعر بعدم الرضا فى الكثير من الأحيان لأختلافى مع فتاوى معينه, و لكن كما ذكرت أنت يستطيغ كل انسان أن يحدد المنظومه الايمانيه التى يؤمن بها وفق فهمه الشخصى لها. و هو أكثر شيئ أختلف فيه فى الكثير من الأحيان مع أصدقائى, فهم يؤمنوا اننا يجب أن نتبع اتجاه معين, و بالتحديد آرآء شيخ معين مثلاً أو أحد الأئمه الأربعه, و كنت أؤمن دائماً انه لا أحد على صواب دائماً, و لهذا أرى أن الوسيله المثلى هى اتباع مع ما يتماشى مع ما تؤمن به و ما تقتنع به

أشكرك على الحوار الممتع
تحياتى

 
At 10:58 AM, Blogger ahmad said...

يا إلهي
شيء ما خطأ في برنامج ثاندربيرد
فالبرنامج أغفل تماما إعطائي الإشارة المعتادة على وجود تدوينة جديدة طرفكم ، فجئت متأخرا و فاتني ما فات


ربما كان الثندربيرد من أتباع الكنيسة الكاثوليكية ، فلن أتوقع منه الحياد

:)

بدون قطع المساجلة الممتعة مع الطبيب الأكبر
أردت أن أعلق على ما قرأت في صلب التدوينة
و هي نقطة بسيطة ، و إن كانت مفصلية ، و هي أن رجال الدين في الإسلام ليسوا جهة قائمة بذاتها - كما تفضل الطبيب و ذكر - و إنما هم محافل من الجموع تختلف مناهجهم و مشاربهم ، و ليس في الإسلام كهنوت -للأسف- و بالتالي هو كائن ضخم أسطوري ، يتغير منحاه و حجمه و سلوكة وفقا للمكان و الزمان و الظرف التاريخي و قوة النفوذ، بينما الكاثوليكية قائمة على المجلس البابوي ، الذي هو الفيصل و المقياس ، و لا يظهر لديهم شيخ في السودان يحلل ذاك ، و آخر في قلب لندن يحرمه ، و ليس صحيحا أن المشايخ بأجمعهم يتبعون الدولة ، بالعكس أعتقد العكس من ذلك تماما، و رجال الدين يستمدون سلطتهم لا من الدولة و لا من الشريعة ، و إنما من عواطف بسطاء القوم، و أقصد بسطاء فكريا و ثقافيا ، لكنهم قد يكونوا وزراء و رجال دولة، و بالتالي أعتقد أن ذلك ربما ينقض أسس مقارنتكم ، و إن كانت استنتاجاتك صحيحة في رأيي بشكل كبير ، و لا بد من التفكر فيها مّنا جميعا

تحية ، و تقدير

 
At 7:22 PM, Anonymous Anonymous said...

احترم جدا ارائكم جميعا و يعجبني جدا هذا الحوار الديني العقلي الجميل , و انا معكم في كل ما قيل و لكني عندي أعتراض علبي تقنين دور رجال الدين من الدولة و الاشراف علية كأي مصلحة حكومية , فالدين فوق كل شي خاصة ديننا الاسلامي الجميل , و لكن في عصر زاد فية مدعي الألتزام و مدعي التدين أصبح فعلا هناك حالا من الفوضي و الادعائات الباطلة من كل انسان له فكر خالص بيه سواء كان لغرض سياسي ام بغرض الاشتهار , و اعتقد انه في نهاية المطاف هذه الحاله من الفوضي ستجل زوي العقول و الحائرين يبحثون عن حقيقة الأمور و هذا سيكون احسن بكثير ان يصل كل واحد مننا للحق بنفسة و من لا يريد ان يبحث عنه فهذا هوة قرارة و شأنة و الموضوع كلة راجع اليك و هذة الحكمة من الدين ان يبحث الانسان عن الحق و ان وجدة يتبعه و ان لم يجدة فقد قصر و ان لم يتبعه فقد قصر , و لنجل من التزامنا و ديننا فخرا لنا لأننا اخترناه برضا انفسنا و عقولناو فضلا من الله و نعمة فهذا افضل من ان نكون مجرد متبعين اغبياء بلا عقول نمييز بها فقط نأخد ما قالة فلان او علان , فلهذا فهو قرارك الشخصي فقط راجع لك وحدك فأتخذ القرار و كن سيد نفسك و عبد الله

أدم عابدين

 
At 2:36 PM, Blogger Amenhotep®© said...

I have to admit that i enjoyed this post from the very begining till the end,i hope people would understand how things go wrong whenever religion takes power,And Adam,your(beautiful) Islam is no difference from the (horrible) christianity and if you don't believe me look how countries that apply Islam is (beautiful).
Thanks alot for the valuable information and a really great post.

 

Post a Comment

<< Home